بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ساعة تقريبا أتممت حفظ الجزء التاسع بحمد الله وذلك بعد أن أنهيت الجزء الثامن في شهر آب الماضي.
والحقيقة أنني اعاني من البطئ في اضافة حفظ جديد مع المحافظة على قدر مناسب من المراجعة... فإما مراجعة ولا حفظ وإما حفظ ولا مراجعة وعسى الله أن يوفقني الى الموازنة بينهما فكلاهما مهم ولابد منه.
ولكنني أحمد الله ان أبقى لي رغبتي في حفظ كتابه العظيم وعسى ان يتم نعمته علي وعلى كل مسلم بهذه الهبة العظيمة.
الشيء الجديد الذي حصل معي في رحلتي مع الجزء التاسع هي أمران مهمان
الأول أن الجزء التاسع تم حفظه بالكامل (عدا وجه واحد) بعون الله بطريقة الكتابة، حيث أجلس لأكتب الايات التي اريد حفظها وبعد كتابتها أعود فأكتبها مرة أخرى وأخرى الى أن أصل الى عشرة مرات تقريبا وحتى أحس بأنني سيطرت على حفظها وسجلت في ذاكرتي... ومع كتابة كل اية أقرأها بصوت منخفض وبسرعة تتناسب وسرعة كتابتي لها وقد وجدت هذه الطريقة هي التي ناسبتني أكثر من غيرها حتى الان
الامر الثاني هو أنني بدأت أعيد مراجعة الجزء التاسع خلال مرحلة الحفظ في الصلوات المكتوبة وصرت لا أعتبر الحفظ حفظا الا اذا اتقنت تلاوته دون تعتعة أو توقف خلال الصلاة وهي برأيي الاختبار الحق للحفظ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا كانت هناك طريقة انصح بها للمراجعة فهي هذه الطريقة ومع أنها بطيئة الا أنها ناجعة بفضل الله وخفيفة لاتكاد تشعر بها.
أضفت الى هاتفي المحمول السور التي حفظتها لحد الان بصوت الشيخ سعود الشريم... كلما وجدت فرصة اغتنمتها بالاستماع الى الايات بالتسلسل. ولو كان للمرء أن يحسب مقدار الوقت الذي يمكن أن يغنمه من يومه لكان في ذلك مغنم وحده.
اذا كان هناك عظة استخلصتها من الايام الماضية فهي أن لاتستصغر أي قليل تقدمه كل يوم، هناك بركة وقوة هائلة لما تلزم به نفسك من الحفظ أو المراجعة أو من عمل الخير وإن قل ولكن بشرط أن تحافظ عليه كل يوم مهما حصل وهذا ما اسعى لتحقيقه الان والله الموفق.
كذلك فإن الرغبة بالمراجعة تتضائل كلما خشيت من الخطأ في المراجعة فتصير كأنها امتحان تخشى الفشل فيه وهذا سببه عدم الاتقان التام، فلو كان الاتقان تاما لحصل معها متعة المراجعة وسرعتها وحتى زيادة مقدارها كل يوم. غير أن تأجيل المراجعة لن يسبب الا زيادة الخوف والرهبة والخشية من الخطأ فتزيد المشكلة وتوابعها.
وكلما اتقن الحفظ وصار متينا بالمراجعة المستمرة صار الخطأ فيه صعبا وصارت مراجعته اشد متعة يحصل عليها الحافظ بتوفيق الله.
اللهم يسر.