بالأمس أمضيت معظم اليوم في ترسيخ حفظ الصفحة 36-37 وقد وجدت فيها بعض الصعوبات، والصعوبة تأتي غالبا من صعوبة التمكن من ربط الايات بعضها ببعض أو حتى من فهم الايات ومعانيها، وهنا أنصح الحافظ باللجوء الى تفسير معتمد وهذه الخدمة صارت بحمد الله متوفرة على الانترنت ومن أكثر من موقع... تفسير الطبري هو المفضل عندي وعندي نسخة من تفسير ابن كثير وهو كذلك سلس وواضح، عندما قرأت تفسير ايات الأحكام التي وردت في هذه الصفحة وجدت سهولة أكبر في الحفظ والله الميسر.
في وقت متأخر من ليلة أمس شاهدت بعضاً من برنامج (خدعوك فقالوا) على قناة إقرأ مع الداعية مصطفى حسني ووافقت مشاهدتي حديثه عن التعبد بقراءة القرآن الكريم... قال إنه يعرف مشايخ لازالوا على قيد الحياة يراجعون الجزء الواحد من القرآن في ثلث ساعة، والحقيقة أني لم أجرب هذا من قبل، عندما اراجع سورة آل عمران مثلا ارتلها ببطئ وانهيها في ساعة تقريبا لكنني لاحظت أن مثل هذا السياق قد يحبسني عن مراجعة آل عمران يوميا –مثلا- لانني أحس ببعض التعب بعد تمام الساعة. ولطالما تسائلت كيف يتمكن من يحفظ القرآن كاملا أو حتى 10 أجزاء من مراجعة ما حفظه دائما.
فقررت أن أجرب أن أقرأ بأسرع ما يمكنني ليس بهدف الترتيل وإنما المراجعة فالفرق واضح... أنت عندما تراجع تريد أن تمر على ماحفظت لتطمئن على استقراره في قلبك بينما تتمكن بعد الاطمئنان أن ترتل ما شئت أينما حللت وارتحلت.
جلست مركزا على التجربة الجديدة وكانت بقربي ساعة لاحتساب الوقت بالدقائق والثواني وكان موضوع التجربة الجزء الاول من المصحف الكريم... بدأت وانتهيت... طالعت الساعة فعلمت ان مراجعة الجزء الاول تمت في 24 دقيقة و39 ثانية !!!! فرحت بالانجاز كثيرا وفهمت كيف يمكن لمن يحفظ القرآن أن يقرأه ويراجعه ليتمه في اسبوع واحد فقط والحمد لله الذي هدانا لهذا. تحتاج الى التركيز والى سد الخلل في اي حفظ حتى ينساب كلام الله تعالى بفضله على شفتيك.
اليوم راجعت سورة ال عمران مرة أخرى وبقيت لي صفحتان لانهيها..
القاعدة التي يجب أن لاتنساها هي أنك –لأي سبب من الاسباب- لم تتمكن من حفظ الورد الذي خصصته لنفسك فاعمل على اضافة ولو آية واحدة فقط الى رصيدك حتى لا تفتر الهمة ولا تجر الايام أياما.
إجعل أذنك وروحك ولسانك يالف الحفظ الجديد والقديم حتى ينطبع في كل ذرات جسمك واعلم أن اصعب الايات التي تخشى حفظها ستكون أكثرها الفة لك عندما تتقنها اتقانا تاما وإن طال العهد بك لحفظها وتوكل على الله.
عادة ما أقوم بتحميل قراءة السورة التي أقوم بحفظها حتى أتمكن من الاستماع اليها وأنا أعمل على الكومبيوتر أو حتى في السيارة ... يجب أن تألف الايات لتالفك.
المرتلين المفضلين عندي هم الشيخ سعود الشريم والشيخ عبد الرزاق بن عبطان الدليمي والشيخ محمد عبد الكريم فجزاهم الله ألف خير.
قبل يومين استعمت الى قراءة رقيقة أعجبتني على قناة الفجر الفضائية وهي لقارئ سوداني اسمه محمد بن عبد الكريم وهو يحفظ القرآن بالقراءات السبع ومجاز بالقراءات العشر ووجدت المصحف المرتل بصوته على موقع تسجيلات مشكاة الاسلامية التي يمكن أن تحمل منها ما شئت من قراءات لمختلف القراء المعروفين اليوم في العالم الاسلامي ترتيلا أو تجويدا.