السبت، 20 ديسمبر 2008

مراجعة 36-37


بالأمس أمضيت معظم اليوم في ترسيخ حفظ الصفحة 36-37 وقد وجدت فيها بعض الصعوبات، والصعوبة تأتي غالبا من صعوبة التمكن من ربط الايات بعضها ببعض أو حتى من فهم الايات ومعانيها، وهنا أنصح الحافظ باللجوء الى تفسير معتمد وهذه الخدمة صارت بحمد الله متوفرة على الانترنت ومن أكثر من موقع... تفسير الطبري هو المفضل عندي وعندي نسخة من تفسير ابن كثير وهو كذلك سلس وواضح، عندما قرأت تفسير ايات الأحكام التي وردت في هذه الصفحة وجدت سهولة أكبر في الحفظ والله الميسر.

في وقت متأخر من ليلة أمس شاهدت بعضاً من برنامج (خدعوك فقالوا) على قناة إقرأ مع الداعية مصطفى حسني ووافقت مشاهدتي حديثه عن التعبد بقراءة القرآن الكريم... قال إنه يعرف مشايخ لازالوا على قيد الحياة يراجعون الجزء الواحد من القرآن في ثلث ساعة، والحقيقة أني لم أجرب هذا من قبل، عندما اراجع سورة آل عمران مثلا ارتلها ببطئ وانهيها في ساعة تقريبا لكنني لاحظت أن مثل هذا السياق قد يحبسني عن مراجعة آل عمران يوميا –مثلا- لانني أحس ببعض التعب بعد تمام الساعة. ولطالما تسائلت كيف يتمكن من يحفظ القرآن كاملا أو حتى 10 أجزاء من مراجعة ما حفظه دائما.

فقررت أن أجرب أن أقرأ بأسرع ما يمكنني ليس بهدف الترتيل وإنما المراجعة فالفرق واضح... أنت عندما تراجع تريد أن تمر على ماحفظت لتطمئن على استقراره في قلبك بينما تتمكن بعد الاطمئنان أن ترتل ما شئت أينما حللت وارتحلت.

جلست مركزا على التجربة الجديدة وكانت بقربي ساعة لاحتساب الوقت بالدقائق والثواني وكان موضوع التجربة الجزء الاول من المصحف الكريم... بدأت وانتهيت... طالعت الساعة فعلمت ان مراجعة الجزء الاول تمت في 24 دقيقة و39 ثانية !!!! فرحت بالانجاز كثيرا وفهمت كيف يمكن لمن يحفظ القرآن أن يقرأه ويراجعه ليتمه في اسبوع واحد فقط والحمد لله الذي هدانا لهذا. تحتاج الى التركيز والى سد الخلل في اي حفظ حتى ينساب كلام الله تعالى بفضله على شفتيك.

اليوم راجعت سورة ال عمران مرة أخرى وبقيت لي صفحتان لانهيها..

القاعدة التي يجب أن لاتنساها هي أنك –لأي سبب من الاسباب- لم تتمكن من حفظ الورد الذي خصصته لنفسك فاعمل على اضافة ولو آية واحدة فقط الى رصيدك حتى لا تفتر الهمة ولا تجر الايام أياما.

إجعل أذنك وروحك ولسانك يالف الحفظ الجديد والقديم حتى ينطبع في كل ذرات جسمك واعلم أن اصعب الايات التي تخشى حفظها ستكون أكثرها الفة لك عندما تتقنها اتقانا تاما وإن طال العهد بك لحفظها وتوكل على الله.

عادة ما أقوم بتحميل قراءة السورة التي أقوم بحفظها حتى أتمكن من الاستماع اليها وأنا أعمل على الكومبيوتر أو حتى في السيارة ... يجب أن تألف الايات لتالفك.

المرتلين المفضلين عندي هم الشيخ سعود الشريم والشيخ عبد الرزاق بن عبطان الدليمي والشيخ محمد عبد الكريم فجزاهم الله ألف خير.

قبل يومين استعمت الى قراءة رقيقة أعجبتني على قناة الفجر الفضائية وهي لقارئ سوداني اسمه محمد بن عبد الكريم وهو يحفظ القرآن بالقراءات السبع ومجاز بالقراءات العشر ووجدت المصحف المرتل بصوته على موقع تسجيلات مشكاة الاسلامية التي يمكن أن تحمل منها ما شئت من قراءات لمختلف القراء المعروفين اليوم في العالم الاسلامي ترتيلا أو تجويدا.


الخميس، 18 ديسمبر 2008

سورة البقرة- 225 الى 233


الوقت المفضل بالنسبة الي لمراجعة عدد من الصفحات في آن معا هو بعد أن ينام كل من في البيت وبهذا أتمكن من المراجعة دون أن يشغلني شاغل من أي نوع، بالامس وبعد منتصف الليل أعدت مراجعة اربعة صفحات من الجزء الثاني لتثبيت الحفظ قبل البدء بصفحة جديدة وأعدت الكرة ظهر اليوم، عليك أن تفهم أن مشروعا كهذا يجب أن يكون من الان فصاعدا جزءا جديدا يرتبط ارتباطأ وثيقا بحياتك اليومية فأنت تستغل أي فسحة من الوقت لتراجع فيها ماشئت من الايات والصفحات والا ستجد نفسك تفقد من القرآن بقدر ما تكسب منه وبهذا يجب أن تعتبر القرآن من الان فصاعدا ضيفا جديدا على حياتك ولا أحد يحب أن ينسى ضيفه أو يهمله... لا تحقرن أي مراجعة ولو كانت لنصف صفحة واذا ركزت على كمية الوقت الفائض الذي يمكنك استغلاله للمراجعة فستندهش بلا شك... يجب أن تركز على الهدف وأن لاتنساه اينما كنت وحيثما كنت... اذا كنت في السيارة، في غرفة انتظار، في الشارع ... وهكذا ستجد أن الله يكرمك بأنه سيحفظ لك هذا المصدر الغني بالحسنات الطيبة والاجر الجزيل بإذنه تعالى.

بدأت مع مساء هذا اليوم بحفظ صفحة جديدة من الجزء الثاني... بالنسبة الي فإن المراحل التي وجدتها مناسبة لي تنقسم الى مرحلتين... الاولى مراكمة الايات وحفظها دون اعتبار الجلسة الاولى حفظأ نهائيأ... المرحلة الثانية يجب أن تكون في نفس اليوم ولكن بعد ساعات من الجلسة الاولى وتتضمن ترسيخ الحفظ... حاليا استغرق حولي اربعين دقيقة في المرحلة الاولى أما المرحلة الثانية فقد تستغرق أقل من ذلك حسب صعوبة أو سهولة الصفحة... أعتبر الصفحة التي حفظتها اليوم بحمد الله وهي الصفحة رقم 36-37 من الصفحات الصعبة نسبة الى غيرها وهي متعلقه بالمجمل بالأحكام، واعتقد أن الحفظ وتنظيمه اسهل من المراجعة وتنظيمها فمتى ما دخلت الصفحات فؤادك عليك أن تطور تقنيات ربطها بما قبلها واستذكارها كجزء واحد لا أجزاء متفرقة والمحافظة على استضافتها في عقلك وقلبك.

كذلك أحببت أن اشارك قارئ هذه السطور بالموقع الرائع التالي:

www.quranflash.com

لقد اعجبت كثيرأ بالجهد المبدع المبذول في هذا الموقع لدرجة أنني ارسلت رسالة شكر الى القائمين عليه مهنئأ ومشجعا وقد تكرموا بأن ارسلو جواب شكر على رسالتي وعسى الله أن يتقبل منهم ويفيد العالمين من جهدهم... وهنا أتأمل حفظ الله سبحانه لكلامه وكيف أنه مع تقدم الوسائل والصيغ تبرز طرق فريدة لخدمة وحفظ كلام الله تعالى وهذا الموقع أحدها بامتياز.

يمكنك تحميل نسخة من المصحف على الكومبيوتر الخاص بك وبهذا يصبح من السهل عليك المراجعة وأنت تعمل على الكومبيوتر لتتأكد من سلامة حفظك.

الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

مقدمة لابد منها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين وبعد...

في الساعة الثامنة من اليوم الثامن من العام الفين وثمانية افتتحت الالعاب الاولمبية في بكين- الصين. كنت أترقب هذه الالعاب بشغف رغم أنني لا القي بالا في العادة لأحداث وأخبار الرياضة الا أن هذه الالعاب مثلت بالنسبة الي حدثا ثقافيا أكثر منه حدثا للرياضة والالعاب، وربما اكتشفت بعدها أن الكثيرين عاملوا الالعاب تلك بهذا الاتجاه من التفكير والملاحظة... فمع اختلاف الصين واسيا عن الغرب في الكثير من الامور الفكرية والمستوى الابداعي للحياة ومع التنافس في كل الاصعدة وجدت الصين متنفسا قويا وعالميا وفذا لاستعراض تنينها الذي يحرك روحها النارية القوية، كانت الالعاب الاولمبية بكل تفاصيلها عبقرية في التنظيم والتخطيط والانجاز، كانت الألعاب الاغلى كلفة في تاريخها الطويل كانت استعراضا فذا للعضلات نجح في جعل كل ما سيأتي بعدها مجرد العاب رياضية دون الزخم الذي حملته ودون المستوى الهائل الذي أشك أنه سيكون قابلا للمجاراة.

تابعت الافتتاح والاختتام برهبة وخشوع وكانت التفاصيل أعقد من ان تذكر وكنت قبل بداية الالعاب بأشهر اتأمل ملعب عش الطائر المهيب الذي انتصب بهيبة ووقار في بكين وهو بلا منازع من أجمل الملاعب الاولمبية التي شاهدتها ورغم أن المهندسين المعماريين الذين صمماه لم يكونا صينيين الا أن اختيار التصميم كان صينيا بامتياز.

لا أدري على أي صعيد بالضبط جائتني فكرة المشروع العملاق الذي قررته بناءا على اعجابي بهذه الانجازات التي استغرقت اربعة سنوات للاتمام...

إن قيامي بتحديد مشاريع من مختلف الالوان والأحجام عادة ليست بالجديدة علي، ورغم أنني لم أضمن تنفيذ جميع المشاريع التي حددتها لنفسي الا أن عملية اقرار المشروع وربما الشروع فيه كان دائما يغمرني بشعور طيب وسعادة داخلية وشعور لا يوصف بالرضا عمن أكون.

وصف أحدهم مشاريعي مرة بأنها ذات مدى زمني طويل وضمن أطر مستحيلة!!! ومع ذلك نجحت هذه المشاريع في ابقائي متزنا حتى اليوم...!

المهم... المشروع الذي خطر ببالي كان .... حفظ القرآن الكريم كاملا على مدى الاربع سنوات القادمة بإذن الله ... ستكون العاب لندن الاولمبية القادمة في العام 2012 وهذا سيمثل خط النهاية للمشروع... لا تحديد لكمية الحفظ اليومي الا أن القاعدة العامة هي جزء كامل في الشهر.

أكتب هذه السطور فقط لأراقب نفسي خلال هذا المشروع وهذه هي المرة الاولى التي أحاول فيها توثيق مراحل المشروع وما وصلت اليه فيه، سأحاول كتابة أحداث اليوم المتعلقة بالمشروع إن كان حفظا جديدا أو مراجعة لحفظ قديم إن شاء الله.

أتفاجأ وأنا انظر الى المفكرة السنوية وكم هي عدد الايام التي تمضي دون أن نتطور أو نطور اي شيئ في انفسنا على المستوى الثقافي أو العقلي أو الفني أو حتى الاجتماعي.

إن اليوم الذي لانتقدم فيه إنما نتأخر فيه... هكذا قال كونفوشيوس.

في الشهر الثامن هذا العام... شهر الالعاب الاولمبية بدأت بحفظ سورة آل عمران، آل عمران مائتي آية وهي ستة عشر وجها من المصحف ولله الحمد حفظتها في شهر واحد مما شجعني كثيرا على الاستمرار.

إن أجمل عبارة قرأتها تصف القرآن وحفظه وتلاوته عبارة (حسنات بلا حدود) وعسى أن يتقبل مني ربي هذا العمل وأن يكون خالصا لوجهه الكريم... آمين.

في الشهر التاسع جاء رمضان واستغليت العشر الاواخر في قراءة ومراجعت آل عمران كل ليلة وربما مرت بضع ليال ركزت فيها على تكرار ما لم اتقنه بالكامل بهدف تثبيت الحفظ. والى هذه اللحظة اتفاجأ كلما وصلت الى نهاية السورة وأنا أقرأها عن ظهر غيب إنه شعور ممتع لا يوصف وقد تملكني الاعتقاد أن حفظ كتاب الله أسهل من قراءته فالآيات تصبح اقصر واسهل للقراءة وتحس أن شيئا مقدسا بالفعل قد دخل في صدرك وأن روحك قد صارت اثقل وابرك وهذا تيسير العزيز الحكيم وله الفضل وحده سبحانه.

يقال أن وصف الامة الاسلامية قد ورد في الانجيل بوصفهم : يحملون اناجيلهم في صدورهم.

بعد نهاية رمضان الكريم كنت قد قررت بأن أبدأ بحفظ سورة البقرة 286 آية والسورة الاطول في القرآن الكريم بلا منازع... كان علي أن أعيد حفظ الجزء الاول الذي حفظته قبل حوالي 15 سنة لكنني لم اواضب على المراجعة وهذه من آفات الحفظ

ومع نهاية الشهر وبضعة ايام من شهر كانون الاول كنت قد اعدت الحفظ للجزء الاول ولله الحمد.

بدات بحفظ الجزء الثاني الذي يسره الله لي حتى كنت لا اصدق سرعة الحفظ والوقت القصير الذي كنت اخزن فيه الصفحة تلو الصفحة وهذه بركة الحفظ من الله سبحانه. لاسباب عديدة –منطقية واحيانا غير منطقية- لم أتمكن من المواضبة على الحفظ اليومي بنفس الزخم فمع الاستمرار بالحفظ ومحاولة تنظيم مراجعة ماحفظت قديما وحديثا تبدأ مخاوف الشك والقلق مما حفظته ومدى قوة حفظك غير أنك ستتفاجأ لتعرف أنك ستقرأ القرآن بطريقة تختلف عن حفظك لاي نص آخر –أو على الاقل هذا ما أحسست به... عندما اقرأ القرآن أبدا بمشاهدة الايات حقيقة وتأتي الكلمات على بالي بالتسلسل الصحيح دون تفكير طويل أو جهد وربما هذا ما اقرأه من نصائح عن ضرورة اتقان ما وصلت اليه قبل ان تبدأ بحفظ آيات جديدة.

مراجعة الجزء الواحد تلاوة تستغرق عندي ساعة بالضبط.

اليوم هو 17-12-08 وقد بدأت من الامس مراجعة حفظي للجزء الثاني والذي أتممت حفظ نصفه بالضبط وعلي –اليوم أو غدا أن ابدأ بالنصف الثاني... الهدف القصير الاجل أن أتم حفظ سورة البقرة قبل نهاية هذا العام بإذن الله ... بقيت لي 8 صفحات و 13 يوم فقط!!!