السبت، 23 أكتوبر 2010

إتمام الجزء التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل ساعة تقريبا أتممت حفظ الجزء التاسع بحمد الله وذلك بعد أن أنهيت الجزء الثامن في شهر آب الماضي.

والحقيقة أنني اعاني من البطئ في اضافة حفظ جديد مع المحافظة على قدر مناسب من المراجعة... فإما مراجعة ولا حفظ وإما حفظ ولا مراجعة وعسى الله أن يوفقني الى الموازنة بينهما فكلاهما مهم ولابد منه.

ولكنني أحمد الله ان أبقى لي رغبتي في حفظ كتابه العظيم وعسى ان يتم نعمته علي وعلى كل مسلم بهذه الهبة العظيمة.

الشيء الجديد الذي حصل معي في رحلتي مع الجزء التاسع هي أمران مهمان

الأول أن الجزء التاسع تم حفظه بالكامل (عدا وجه واحد) بعون الله بطريقة الكتابة، حيث أجلس لأكتب الايات التي اريد حفظها وبعد كتابتها أعود فأكتبها مرة أخرى وأخرى الى أن أصل الى عشرة مرات تقريبا وحتى أحس بأنني سيطرت على حفظها وسجلت في ذاكرتي... ومع كتابة كل اية أقرأها بصوت منخفض وبسرعة تتناسب وسرعة كتابتي لها وقد وجدت هذه الطريقة هي التي ناسبتني أكثر من غيرها حتى الان

الامر الثاني هو أنني بدأت أعيد مراجعة الجزء التاسع خلال مرحلة الحفظ في الصلوات المكتوبة وصرت لا أعتبر الحفظ حفظا الا اذا اتقنت تلاوته دون تعتعة أو توقف خلال الصلاة وهي برأيي الاختبار الحق للحفظ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا كانت هناك طريقة انصح بها للمراجعة فهي هذه الطريقة ومع أنها بطيئة الا أنها ناجعة بفضل الله وخفيفة لاتكاد تشعر بها.

أضفت الى هاتفي المحمول السور التي حفظتها لحد الان بصوت الشيخ سعود الشريم... كلما وجدت فرصة اغتنمتها بالاستماع الى الايات بالتسلسل. ولو كان للمرء أن يحسب مقدار الوقت الذي يمكن أن يغنمه من يومه لكان في ذلك مغنم وحده.

اذا كان هناك عظة استخلصتها من الايام الماضية فهي أن لاتستصغر أي قليل تقدمه كل يوم، هناك بركة وقوة هائلة لما تلزم به نفسك من الحفظ أو المراجعة أو من عمل الخير وإن قل ولكن بشرط أن تحافظ عليه كل يوم مهما حصل وهذا ما اسعى لتحقيقه الان والله الموفق.

كذلك فإن الرغبة بالمراجعة تتضائل كلما خشيت من الخطأ في المراجعة فتصير كأنها امتحان تخشى الفشل فيه وهذا سببه عدم الاتقان التام، فلو كان الاتقان تاما لحصل معها متعة المراجعة وسرعتها وحتى زيادة مقدارها كل يوم. غير أن تأجيل المراجعة لن يسبب الا زيادة الخوف والرهبة والخشية من الخطأ فتزيد المشكلة وتوابعها.

وكلما اتقن الحفظ وصار متينا بالمراجعة المستمرة صار الخطأ فيه صعبا وصارت مراجعته اشد متعة يحصل عليها الحافظ بتوفيق الله.

اللهم يسر.


هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك وفي مجهودك يا أخي!

    اعلم أن كل منا يجد نفسه مجبراً على أن يجاهد نفسه بعزيمة وإرادة وعلو همة، كي يتغلب على أي ظروف سلبية أثناء المشاريع والأهداف الطويلة المدى، وخاصة الأهداف العالية في المنزلة أيما علوّ، مثل حفظ القرآن الكريم. فإن وجدت نفسك في أي وقت تنتقص علو الهمة التي قد تتوق لها، فافعل ما بوسعك، أفضل ما لديك، حتى وإن لم يرضيك أفضل ما لديك في تلك اللحظات، وتذكر أنك مثاب على مجهودك ومثاب أكثر على مجاهدتك نفسك وظروفك، فإن الله يطهرنا جميعاً كي نلقاه بدون ذنوب بإذنه ورحمته. فأحياناً يطهرنا الله بالشدائد والمصائب، عافاك الله منها برحمته، وأحياناً يطهرنا ويختبرنا بالعقبات أمام أكثر أهدافنا سمواً.

    تذكر يا أخي، افعل ما بوسعك وأفضل ما لديك، حتى وإن كان أفضل ما لديك في يوم من الأيام أقل بقليل مما يرضيك، ولا تلوم نفسك على الماضي أو الظروف، فإن كل هذا مضيعة للوقت ووسوسة شيطان. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فتسامح مع نفسك في أي وقت لا تكون الهمة فيه عالية، ولكن اهدف إلى التعويض في المرة القادمة، وكن طموحاً. دائماً حاول أن تكون في الخط الوسط، فلا تضيع وقتك في تأنيب الضمير على أشياء خارج إرادتك، ولا ترضى بالبسيط من الأعمال إن كان في استطاعتك القيام بما هو أفضل منها.

    ثبتك الله، ونفعك بالقرآن في الدنيا والآخرة.

    ردحذف