الجمعة، 21 أغسطس 2009



هذا شهر الله تعالى يعود الينا في عودة كريمة وفرصة جديدة للتقرب والتوسل وطلب الخير... قبل عام من اليوم دخل رمضان علي وأنا اراجع واعيد مراجعة سورة آل عمران، وأعانني الله بفضله ورحمة منه لاضيف اليها سورة البقرة الغالية على قلبي وسورة النساء وثلث سورة المائدة تقريبا ولله الحمد والمنة وحده.

رغم أنني لم اضف الى حفظي خلال الفترة الماضية ما اعتبره اضافة كبيرة الا انني انوي ان استثمر رمضان بإذن الله ليكون نقطة شحن لعام جديد ونقطة تثبيت لكل ما سبق... وعسى أن أتمكن من السيطرة على عدد من الشروط التي وضعتها لنفسي خلال وبعد هذا الشهر الفضيل وخاصة ما ارتبط من الشروط بكتاب الله تعالى والله المستعان والموفق.

إن القرآن سر عظيم.... وأكاد أحس بتأثيراته علي في جوانب متعددة من حياتي وأحس وأدرك بأن المطلوب مني أكثر مما اقدمه اليوم من عمل ومراجعة وسعي واستغفر الله تعالى من كل تقصير وعسى أن يكون هذا الشعور تنبيها لا تقريرا.

ما اتمناه أن يصبح القرآن سجية لا نتمكن من مرور اليوم دون زيارة صفحاته واياته وأن نتخلص من هذه الحواجز التي تحول بيننا وبين رسالة ربنا الينا.

للقرآن حياته في حياتنا وكونه اية من ايات الله تعالى فإن العلاقة معه حية الى حد بعيد فتجد نفسك محافظا عليه مقبلا اليه كلما حفظته وعاملته بما تستحق الرسالة الكريمة من مرسل كريم والعكس صحيح.

قبل اسابيع قام الاخوة في موقع قرآن فلاش باضافة مصحفين قابلين للتحميل هما مصحف التجويد ومصحف اوردو (يمكن تحميلها في قسم التحميل للموقع) واستمتعت بتحميل المصحفين وخاصة مصحف التجويد فهو ادق صورة وانفع لمن أحب الاطلاع على قواعد التجويد المبسطة.

اعتذر عن الانقطاع عن كل من تفضل بزيارة هذه الصفحة وانما كان وقتا محموما بالعمل والمشاغل وهذا تقصير اعتذر عنه واسأل الله أن ينفعنا جميعا بدعائكم وشكرا دائما لكل من تفضل بالزيارة والتعليق والدعاء وجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرا.

أعتقد أنه يجب علي الخوض في أمر هام والدين النصيحة، فقبل بداية مشروعي هذا كان هناك مشروع اسال الله أن يديم رحمته علي ببقاءه وحبي له، ففي العام الماضي أعدت قراءة كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب) لابن قيّم الجوزية، وابن القيم واحد من أحب الكتاب اليّ فلكتبه أثر السحر على قلبي وهي تنجح بفضل الله في ايقاظ الهمة لدي والمثابرة على الحرص على العمل الصالح وإني أنصح من لم يطلع على هذا الكتاب (الوابل الصيب) أن يحرص على قراءته ولو كان الامر بيدي لقرأته في كل كل شهر مرة! ومدار الكتاب على عبادة عظيمة مغبون فيها من لم يعرفها ويعرف أثرها ولذتها وهي بلا منازع أفضل القربات الى الله ولا يسبق صاحبها أحد في عمل من الاعمال ...إنها ذكر الله تعالى.... وكتاب الوابل الصيب هو الكتاب الذي جمع فيه كاتبه عليه رحمة الله فوائد الذكر ظاهرها وباطنها كما لم يجمعها كتاب قبله ولا بعده وكل كتاب عن هذا الامر لابد أن يذكر كتاب ابن القيم كمصدر من المصادر فهو عمدة المؤلفات في هذا الباب الجليل.

ولما قرأت الكتاب صرت أحاول أن أحرص على هذه العبادة ما استطعت الى ذلك سبيلا وحاولت أن يكون الذكر عندي عادة لا أتركها وشغف لا أمله وبفضل من الله وحده لازلت أحاول واستمتع بهذه العبادة الجليلة.

بعد اسابيع من هذا القرار حبب الي البدء بحفظ كتاب الله وأسأل الله أن يكون عمل الذكر قد تقبل وأن مكافأته هداية ربي لي لحفظ كتابه والقرآن الكريم ذكر كله وله من الاجر الشيء العظيم بإذن الله وفضل كلام الله على ما سواه كفضل الله تعالى على خلقه.

وهنا اريد أن انبه الى اننا ننفق من وقتنا وقواتنا وهمنا وسعينا في انشاء وتطوير علاقات بعضنا ببعض فنتقرب ونجتهد في تقربنا من غيرنا على اي صعيد وكل هذا يحتاج وقتا وجهدا وسعيا... النصيحة هي أن علينا التفكير في علاقتنا الخاصة مع رب العالمين وملك الملوك وأن نسعى لكسب الرضى والقبول منه سبحانه، وهذه علاقة تبنى وسعي لابد منه فمن وصل كان له القرب من الملك والخالق والعظيم وفاز بخير الدنيا والاخرة، ووجدت أن مع مشاغل اليوم نحتاج الى عبادة دائمة مثمرة مأجورة بفضل الله وكرمه فلم أجد أسهل ولا اعظم أجرا ولا اوسع فائدة ولا أقل جهدا من ذكر الله تعالى فمن اراد طريقا سريعة موصلة الى الرحمن واراد تجارة رابحة فليأخذ بالذكر والقرآن حتى يكونان عنده عادة وسجية لايقدر أن يمضي يومه دونهما ولا ينام ليله دون الاطمئنان على تحصيل رصيد منهما وبعد حين قد يقصر أو يطول ستلحظ الفرق وستسأل نفسك : كيف عشت ما عشت دون أن أعيش ما أعيشه اليوم؟ وعسى أن تنفتح عليك ابواب نفحات الرحمن الكريم الذي يتودد الى عباده وهو الغني عنهم وعسى الله ان يوفق الجميع لما فيه رضاه وصلاحهم في الدنيا والاخرة وعسى أن تكون هذه التذكرة في وقت مناسب مع بداية الشهر الفضيل الذي يسهل فيه العمل الصالح ان صلحت النية والله الموفق والمستعان على كل خير.

كل عام وأنتم عباد مقربون الى رب العباد وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل وطيب القول.