بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين وبعد...
في الساعة الثامنة من اليوم الثامن من العام الفين وثمانية افتتحت الالعاب الاولمبية في بكين- الصين. كنت أترقب هذه الالعاب بشغف رغم أنني لا القي بالا في العادة لأحداث وأخبار الرياضة الا أن هذه الالعاب مثلت بالنسبة الي حدثا ثقافيا أكثر منه حدثا للرياضة والالعاب، وربما اكتشفت بعدها أن الكثيرين عاملوا الالعاب تلك بهذا الاتجاه من التفكير والملاحظة... فمع اختلاف الصين واسيا عن الغرب في الكثير من الامور الفكرية والمستوى الابداعي للحياة ومع التنافس في كل الاصعدة وجدت الصين متنفسا قويا وعالميا وفذا لاستعراض تنينها الذي يحرك روحها النارية القوية، كانت الالعاب الاولمبية بكل تفاصيلها عبقرية في التنظيم والتخطيط والانجاز، كانت الألعاب الاغلى كلفة في تاريخها الطويل كانت استعراضا فذا للعضلات نجح في جعل كل ما سيأتي بعدها مجرد العاب رياضية دون الزخم الذي حملته ودون المستوى الهائل الذي أشك أنه سيكون قابلا للمجاراة.
تابعت الافتتاح والاختتام برهبة وخشوع وكانت التفاصيل أعقد من ان تذكر وكنت قبل بداية الالعاب بأشهر اتأمل ملعب عش الطائر المهيب الذي انتصب بهيبة ووقار في بكين وهو بلا منازع من أجمل الملاعب الاولمبية التي شاهدتها ورغم أن المهندسين المعماريين الذين صمماه لم يكونا صينيين الا أن اختيار التصميم كان صينيا بامتياز.
لا أدري على أي صعيد بالضبط جائتني فكرة المشروع العملاق الذي قررته بناءا على اعجابي بهذه الانجازات التي استغرقت اربعة سنوات للاتمام...
إن قيامي بتحديد مشاريع من مختلف الالوان والأحجام عادة ليست بالجديدة علي، ورغم أنني لم أضمن تنفيذ جميع المشاريع التي حددتها لنفسي الا أن عملية اقرار المشروع وربما الشروع فيه كان دائما يغمرني بشعور طيب وسعادة داخلية وشعور لا يوصف بالرضا عمن أكون.
وصف أحدهم مشاريعي مرة بأنها ذات مدى زمني طويل وضمن أطر مستحيلة!!! ومع ذلك نجحت هذه المشاريع في ابقائي متزنا حتى اليوم...!
المهم... المشروع الذي خطر ببالي كان .... حفظ القرآن الكريم كاملا على مدى الاربع سنوات القادمة بإذن الله ... ستكون العاب لندن الاولمبية القادمة في العام 2012 وهذا سيمثل خط النهاية للمشروع... لا تحديد لكمية الحفظ اليومي الا أن القاعدة العامة هي جزء كامل في الشهر.
أكتب هذه السطور فقط لأراقب نفسي خلال هذا المشروع وهذه هي المرة الاولى التي أحاول فيها توثيق مراحل المشروع وما وصلت اليه فيه، سأحاول كتابة أحداث اليوم المتعلقة بالمشروع إن كان حفظا جديدا أو مراجعة لحفظ قديم إن شاء الله.
أتفاجأ وأنا انظر الى المفكرة السنوية وكم هي عدد الايام التي تمضي دون أن نتطور أو نطور اي شيئ في انفسنا على المستوى الثقافي أو العقلي أو الفني أو حتى الاجتماعي.
إن اليوم الذي لانتقدم فيه إنما نتأخر فيه... هكذا قال كونفوشيوس.
في الشهر الثامن هذا العام... شهر الالعاب الاولمبية بدأت بحفظ سورة آل عمران، آل عمران مائتي آية وهي ستة عشر وجها من المصحف ولله الحمد حفظتها في شهر واحد مما شجعني كثيرا على الاستمرار.
إن أجمل عبارة قرأتها تصف القرآن وحفظه وتلاوته عبارة (حسنات بلا حدود) وعسى أن يتقبل مني ربي هذا العمل وأن يكون خالصا لوجهه الكريم... آمين.
في الشهر التاسع جاء رمضان واستغليت العشر الاواخر في قراءة ومراجعت آل عمران كل ليلة وربما مرت بضع ليال ركزت فيها على تكرار ما لم اتقنه بالكامل بهدف تثبيت الحفظ. والى هذه اللحظة اتفاجأ كلما وصلت الى نهاية السورة وأنا أقرأها عن ظهر غيب إنه شعور ممتع لا يوصف وقد تملكني الاعتقاد أن حفظ كتاب الله أسهل من قراءته فالآيات تصبح اقصر واسهل للقراءة وتحس أن شيئا مقدسا بالفعل قد دخل في صدرك وأن روحك قد صارت اثقل وابرك وهذا تيسير العزيز الحكيم وله الفضل وحده سبحانه.
يقال أن وصف الامة الاسلامية قد ورد في الانجيل بوصفهم : يحملون اناجيلهم في صدورهم.
بعد نهاية رمضان الكريم كنت قد قررت بأن أبدأ بحفظ سورة البقرة 286 آية والسورة الاطول في القرآن الكريم بلا منازع... كان علي أن أعيد حفظ الجزء الاول الذي حفظته قبل حوالي 15 سنة لكنني لم اواضب على المراجعة وهذه من آفات الحفظ
ومع نهاية الشهر وبضعة ايام من شهر كانون الاول كنت قد اعدت الحفظ للجزء الاول ولله الحمد.
بدات بحفظ الجزء الثاني الذي يسره الله لي حتى كنت لا اصدق سرعة الحفظ والوقت القصير الذي كنت اخزن فيه الصفحة تلو الصفحة وهذه بركة الحفظ من الله سبحانه. لاسباب عديدة –منطقية واحيانا غير منطقية- لم أتمكن من المواضبة على الحفظ اليومي بنفس الزخم فمع الاستمرار بالحفظ ومحاولة تنظيم مراجعة ماحفظت قديما وحديثا تبدأ مخاوف الشك والقلق مما حفظته ومدى قوة حفظك غير أنك ستتفاجأ لتعرف أنك ستقرأ القرآن بطريقة تختلف عن حفظك لاي نص آخر –أو على الاقل هذا ما أحسست به... عندما اقرأ القرآن أبدا بمشاهدة الايات حقيقة وتأتي الكلمات على بالي بالتسلسل الصحيح دون تفكير طويل أو جهد وربما هذا ما اقرأه من نصائح عن ضرورة اتقان ما وصلت اليه قبل ان تبدأ بحفظ آيات جديدة.
مراجعة الجزء الواحد تلاوة تستغرق عندي ساعة بالضبط.
اليوم هو 17-12-08 وقد بدأت من الامس مراجعة حفظي للجزء الثاني والذي أتممت حفظ نصفه بالضبط وعلي –اليوم أو غدا أن ابدأ بالنصف الثاني... الهدف القصير الاجل أن أتم حفظ سورة البقرة قبل نهاية هذا العام بإذن الله ... بقيت لي 8 صفحات و 13 يوم فقط!!!